بدأ الآلاف من الممثلين الأمريكيين إضرابا من شأنه أن يؤدي إلى أسوأ شلل في قطاع إنتاج المسلسلات والأفلام في هوليوود منذ أكثر من 60 عاماُ. و يأتي مكملاً لإضراب متواصل منذ شهرين لكتاب السيناريو.

وأعلنت نقابة الممثلين أن الإضراب يبدأ منتصف ليل الخميس بتوقيت لوس أنجلوس، أي في السابعة من صباح الجمعة بتوقيت غرينتش بعد فشل المفاوضات مع الاستوديوهات ومنصات البث التدفقي.

وقالت رئيسة النقابة التي تنوب عن 160 ألف ممثل وعامل في التلفزيون والسينما فران دريشر "لم يكن لدينا خيار. نحن الضحايا. نحن ضحايا كيان جشع جداً".

ووصفت النجمة السابقة لمسلسل "ذي ناني" هذا القرار بأنه "لحظة تاريخية". وأضافت "إذا لم نقف الآن، فإننا جميعاً معرضون لأن نُستَبدَل بالآلات والشركات الكبيرة التي تهمها وول ستريت أكثر منك ومن عائلتك".

وبانضمام الممثلين إلى كتّاب السيناريو المُضربين أصلاً منذ مطلع أيار/مايو، تشهد هوليوود حركة احتجاجية مزدوجة لم يسبق لها مثيل فيها منذ عام 1960.

ويطالب الممثلون وكتاب السيناريو بتحسين رواتبهم التي باتت متدنية جداً في عصر البث التدفقي. كما يسعون إلى الحصول على ضمانات تحول دون استخدام برامج الذكاء الاصطناعي، سواء لكتابة نصوص السيناريو للأعمال، أو لاستنساخ أصواتهم وصورهم.

وأعرب تحالف منتجي الأعمال السينمائية والتلفزيونية الذي تولى تمثيل الاستوديوهات ومنصات البث التدفقي في المفاوضات عن "خيبته الكبيرة" لفشلها. وانتقد رئيس "ديزني" بوب آيغر عبر محطة "سي إن بي سي" ما وصفه بمطالب "غير واقعية".

ويهدد الإضراب مصير احتفال توزيع جوائز "إيمي" التلفزيونية الذي يُفترض أن يقام في 18 أيلول/سبتمبر. ويعتزم القائمون على هذا الحدث أصلاً تأجيله إلى تشرين الثاني/نوفمبر أو حتى إلى العام المقبل، على ما ذكرت وسائل إعلام أميركية.

ومن غير المعروف إلى متى يستمر الإضراب. فالممثلون لم ينفذوا أي إضراب منذ عام 1980. أما آخر إضراب لكتّاب السيناريو فيعود إلى 2007-2008 واستمر مئة يوم، ما تسبّب للقطاع السمعي والبصري في الولايات المتحدة بخسائر وصلت إلى ملياري دولار.

وستكون الحركة الاحتجاجية المزدوجة مؤشراً إلى أنّ هوليوود تواجه راهناً أزمة وجودية. وفي أواخر حزيران/يونيو، وقّع مئات الممثلين البارزين بينهم ميريل ستريب وجنيفر لورنس وبن ستيلر، رسالة تفيد بأنّ القطاع السينمائي يواجه "نقطة تحوّل غير مسبوقة".

وأدى ظهور منصات البث التدفقي قبل نحو عشر سنوات إلى تسجيل انخفاض في الأجور التي يتلقاها الممثلون عن كل إعادة عرض فيلم أو مسلسل لهم.