قليلاً ما نرى كلمات جامعة شاملة موجزة تعكس حال الوضع الدولي في الوقت الراهن، وفي ظل الظروف القائمة والعارضة منها، والجهود الدولية الحريصة على النهضة التنموية والإنسانية، برغم كل العقبات والصعوبات التي تواجهها بمختلف أشكالها وأنواعها والتحديات التنموية التي تحرص وتصرّ على النهوض بالدول في ظل استراتيجيات دولية عظيمة قائمة على النهج الإنساني في معالجة الكثير من القضايا، والتي تعطي وتعكس الرؤية السياسة والدبلوماسية والإنسانية الدولية من خلال عمل الحكومة واستراتيجياتها التنموية، تماماً كما فعلت البحرين التي حرصت على أن تغذّي كل برامجها التنموية في استراتجياتها النهضوية القائمة على البناء على أساس إنساني من مطلق حق الإنسان في الكثير من الأساسيات التنموية، ومنها حق التعليم، وحق الصحة، وحق السكن، وحق العمل، وغيرها الكثير الذي يحقق العيش الكريم للمواطن والوطن. إنها الكلمة العظيمة التي جاءت في الصميم والتي رفعت لها رايات الفخر، كلمة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، التي ألقاها نيابة عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه في المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين.

كلمات، ركزت على القيم الأساسية التي تحرّك النهضة التنموية بأبعادها المستقبلة، والتي أكدت مدى أهمية الجمع الدولي واتحاده ومدى أهميته في التضامن لمواجهة مختلف الظروف والأزمات القائمة منها والعارضة، حيث التحديات التي لا تتمّ مواجهتها إلا بتكاتف الجميع بفريق واحد، وذلك من واقع تجربة عملية فعلية تحققت على أرض مملكة البحرين في ظلّ التسامح والتعددية والتعايش السلمي، من خلال عملها الحكومي وشراكتها المجتمعية مع المجتمع المدني والأهلي، فتحققت الكثير من الإنجازات التي عادت بالإيجاب على الإنسان على أرض مملكة البحرين، ومنها أصبح نهجها النهج الإنساني الضمانة الحقيقية للعيش بكرامة النهج الثابت للتعايش السلمي، فكانت الركيزة الأساسية للازدهار الجماعي والأمل المستدام للجميع، بعيداً عن سياسات التعنّت والقوة لتسوية النزاعات والخلافات حيث السلام والأمن والأمان.

إن هذه الكلمة بمضمونها تُعدّ اليوم نهجاً، ووثيقة عمل دولية موجّهة للمجتمع الدولي للسير عليها بخطى تنموية مستقبلية مبشّرة بالخير، ومرجعاً لمن أراد الأمن والسلام. فألف تحية وشكر وتقدير عظيم إليك يا فخر المملكة، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، مصمّم هذا النهج بأبعاده المستقبلية وبرؤيته التنموية على المستويين الدولي والمحلي، وبكل التقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مهندس العمل التنموي وحارس النهضة.