محمد إسحاق



في خطتي السنوية وضعت عدة أهداف كان من ضمنها قراءة 10 كتب، وخسارة 20 كيلو من الوزن، وتأليف كتاب واحد، ومع انقضاء السنة، تفاجأت أني لم أحقق حتى أقل من عُشر ما خططت للقيام به فما السبب؟

سؤال يرد من البعض، وربما كلنا واجهتنا نفس المشكلة مع التخطيط والأهداف فما السبب؟

العقل أداة مصممة للعمل بطريقة معينة، وعندما يضع الواحد فينا أي هدف يريد تحقيقه دون كتابة كيفية تحقيقه وما الإطار الزمني الذي سيعمل عليه ففي الغالب لن نستطيع تحقيق أي من هذه الأهداف.

ولمن أراد تحقيق أهدافه فلا بد من تحديد الإطار الزمني لتحقيق الهدف وتقسيمها على المدة المتاحة.

والأفضل أن تُقسم الأهداف إلى أجزاء صغيرة يمكن إنجازها بشكل يومي وتجعلها كعادة متكررة تحافظ عليها طوال السنة حتى تصل للأهداف التي تريد تحقيقها.

ولنطبق ذلك على الأهداف الثلاثة الماضية وننظر كيف يمكننا أن نصل إليها بشكل سهل خلال سنة وهي كالتالي:
قراءة 10 كتب: قم بقراءة 5 إلى 10 صفحات فقط كل يوم من كتاب ورقي، وحبذا لو كان في وقت محدد. ولتسريع العملية يمكنك فعل ذلك مع كتابين في اليوم، كتاب ورقي تقرؤه في المكتب أو في البيت، وكتاب رقمي تقرؤه من الهاتف أو الحاسوب.

خسارة 20 كيلو: التوقف عن تناول الطعام بعد الساعة السادسة عدا شرب السوائل، وممارسة الرياضة لمدة 15 إلى 30 دقيقة كل يوم.
تأليف كتاب واحد: اكتب كل يوم صفحة واحدة فقط، وفي اليوم التالي راجع ما كتبت واكتب صفحة أخرى، وانظر في نهاية السنة كم المقدار الذي كتبته.

ما سبق كان أمثلة على عادات يومية يمكن تطبيقها بيُسر وسهولة، وبذلك نكون قد قسمنا الهدف لأجزاء صغيرة ومستمرة طوال العام حتى نصل لتلك الأهداف أو قريباً منها بإذن الله.

وماذا عنك؟ هل جربت هذه الطريقة للعمل وتحقيق الأهداف من قبل؟

أختم باقتباس مميز للكاتب جيمس كلير من كتابه الرائع -العادات الذرية- قال فيه: «إنها عملية تطور تدريجية، الفرد منا لا يتغير بضربة من عصا سحرية واتخاذ القرار بأن يصير شخصاً جديداً بالكامل، بل يتغير المرء شيئاً فشيئاً، يوماً تلو الآخر، عادة بعد عادة. فنحن نمر بعملية تطور مصغرة للذات على الدوام».